جميع النصوص السماعية في المفيد للغة العربية المستوى الرابع ابتدائي مكتوبة

المَساجِدُ في المَغرِب

تَتَميَّزُ المَساجِدُ في المَغرِبِ بِهَندَسَتِها الفَريدةِ، وتَمتَدُّ سَاحاتُها الوَاسِعةُ التي تَتَوَسَّطُها نافورَةٌ تُنقِي الأجواء، وتُنعِشُ النُّفوس. وتُزَيَّنُ القاعاتُ بأَقواسٍ بديعَةٍ مُزخرفَةٍ بالفُسَيفِساءِ المغربيّة، وتَعلوها آياتٌ قرآنيّةٌ محفورةٌ في الجبسِ تُذَكِّرُ المُصلّينَ بعظمةِ الخالقِ.

تَقومُ أعمدَةٌ ضَخمةٌ في وسطِ القاعةِ بحَملِ قُبَّةٍ فَخمَةٍ تتدلّى منها ثُرَيّا تُضيءُ المكانَ بأنوارٍ زاهِيةٍ، تعكسُها نوافذٌ زُجاجيّةٌ مُلوَّنةٌ تُبهرُ العينَ بجمالِها. أما المنبرُ، فهو تحفةٌ فنيّةٌ صَنَعها الحرفيونَ بإتقانٍ من الخشبِ المُزخرفِ بدقّةٍ ومهارة.

ترتفعُ المئذنةُ شامخةً تُنادي إلى الصلاةِ بصوتِ المؤذِّنِ، وتُضيءُ مصابيحُها مع مغربِ كلّ يوم. يَزخَرُ المغربُ بمساجِدَ تاريخيّةٍ مثل مسجد الكتبيّة بمراكش، والحسن الثاني بالدار البيضاء، وكلُّها تَجمَعُ بين الفنِّ والجمالِ والرّوحانية.

تَظلُّ المساجدُ في المغربِ أماكنَ تَجتمعُ فيها براعةُ الحرفيِّينَ وجمالُ الإبداعِ، لتحفظَ لمنازلِ اللهِ مكانتها في قلوبِ المغاربة.


الفُروسِيَّةُ التَّقليديَّة

الفُروسيَّةُ في المغربِ ليست مجرّدَ رياضةٍ، بل هي مَوروثٌ تقليديٌّ عريقٌ، ورمزٌ للشَّجاعةِ والبطولةِ، تَناقلَها الأحفادُ عن الأجدادِ جيلاً بعد جيلٍ. كانتْ حِكرًا على الرّجالِ، لكنّ النساءَ أثبتنَ حضورَهُنَّ على صهواتِ الجيادِ، فزادْنَ هذا الفنَّ جمالًا وإثارةً.

يَركبُ الفُرسانُ والفارِساتُ خيولَهُمُ المُزَيَّنةَ بالسُّروجِ المَصنوعَةِ من الجِلدِ والحَريرِ، ويلبسونَ أَجملَ الأزياءِ المَطرّزَةِ بخيوطٍ زاهِيةٍ وألوانٍ لامعةٍ تَسرُّ العيون. يتَسابَقونَ في حلبةِ العَرضِ، تَجري الخيولُ بقوّةٍ، وتَرتفعُ البنادقُ عندَ خطِّ النهايةِ لتُطلِقَ طلقاتٍ ناريّةً تُدوّي في السماءِ، ويملأُ الدخانُ فضاءَ الاحتفالِ وسطَ زغاريدِ النساءِ وهُتافاتِ الحاضرين.

تُقامُ هذه العروضُ في المناسباتِ الدينيةِ والوطنيةِ، كعيدِ المولدِ النبويِّ وعيدِ العرشِ، وتَجذِبُ الزُّوّارَ من كلِّ مكانٍ، فتُبهِرُهم بِعَبَقِ التّراثِ وجمالِ المشهدِ. ولهذا تَحرِصُ المهرجاناتُ على إدراجِها دائمًا، لتُبقي على صلةِ الإنسانِ بالخَيلِ، وتُدخِلَ البهجةَ إلى قلوبِ الكبارِ والصغارِ.

المُخرجونَ السينمائيّونَ لم يَغفَلوا عن سحرِ هذا المشهدِ، فوثَّقوهُ في أفلامِهم بأدقِّ تفاصيلِه، لما يَحملهُ من إثارةٍ وجاذبيةٍ تُدهِشُ الناظرين.

مَدينَةُ الفُنون

تلقّيتُ رسالةً من صديقتي وَفاء، تشكرني فيها على الأوقاتِ الجميلةِ التي قضيناها معًا في مدينةِ تطوانَ الرائعة. كانتْ رسالتُها مرفقةً بمذكرةٍ كتبتْ فيها تفاصيلَ رحلتِنا، وطلبتْ مني قراءتها قبل نشرِها في المجلة المدرسيّة.

قالتْ فيها:
«كثيرًا ما كنتُ أزورُ صديقتي سعاد، وأحدّثُها عن مدينةِ تطوانَ العريقة، دون أن أنسى وصفَ شوارعِها الهادئة، ومبانيها البيضاء، وشواطئِها النظيفة. كنتُ أدعوها دائمًا لزيارتها. وعندما حانَ الوقتُ، زرنا المدينةَ معًا في فصلِ الصيف، وهناك بدأتْ رحلتُنا الساحرة.»

«شدّتني البناياتُ البيضاءُ بهندستِها المغربيّةِ المميزة، وزُيّنت الجدرانُ بالفُسيفساءِ البديعةِ التي تُحاكي لوحاتٍ فنيّةٍ راقية. شعرتُ أنني في مدينةٍ تنبضُ بالفنونِ والإبداع. وفعلاً، وجدتُ فيها مدرسةَ الفنونِ الجميلة، ودارَ الصانع، حيث يتعلمُ الحِرَفَ التقليديةَ الأصيلة.»

«تطوانُ ليست مجردَ مدينة، بل هي رمزٌ للذوقِ الرفيع، والفنِّ الرفيع، والموسيقى الراقية. كلُّ زاويةٍ فيها تحكي قصّةَ جمالٍ وتاريخٍ، من مهرجاناتِها الفنيّة إلى أسواقِها التراثيّة.»

وفي نهايةِ المذكرة، كتبتْ وفاء:
«لقد قضينا وقتًا لا يُنسى، وتَعلّمتُ الكثير عن هذه المدينةِ بفضل صديقتي. شكراً لكِ، سعاد، لأنكِ كنتِ بوابتي إلى مدينةِ الفنون.»

قُصورٌ وقَصَبات

عادَ أخي سمير من رحلته الأخيرة، وكان متحمّسًا ليُطلعَنا على ما شاهدهُ في مدينةِ ورزازات. كعادته، عادَ محمّلًا بالصورِ والهدايا، وأخذَ يُحدّثنا عن الأماكنِ الرائعةِ التي زارها.

قال:
«ورزازات مشهورةٌ بقصورِها وقصباتِها التي تعودُ إلى قرونٍ مضت. إنها بناياتٌ تقليديّةٌ بُنيتْ من الطينِ، تُحيطُ بها أسوارٌ عاليةٌ تتخلّلُها أبراجٌ صغيرةٌ تُستخدمُ للمراقبةِ والحراسة.»

«القصر هناك أشبهُ بتجمّعٍ سكنيٍّ مغلقٍ، يضمُّ بيوتًا بسيطةً، ومخازنَ للحبوب، ومرافقَ متنوّعة. أما القصبة، فهي بناءٌ ضخمٌ مربّعُ الشكلِ، تتكوّنُ غالبًا من طوابقَ متعددةٍ؛ الطابقُ الأرضيّ مخصصٌ للدواب، والطوابقُ العليا للسكن، مع وجودِ غرفٍ مستقلّةٍ لاستقبالِ الضيوف.»

وأضاف سمير:
«الزينةُ على الجدرانِ مدهشةٌ، مزيجٌ من الرموزِ والنقوشِ التي تعكسُ الذوقَ المغربيَّ الأصيل. الألوانُ الطبيعيّةُ المستخدمةُ في التزيينِ تجعلُ هذه المباني تبدو كأنها لوحاتٌ من الماضي.»

واختتم قائلاً:
«لم أكن أتوقع أن أرى هذا الكمَّ من الجمالِ التاريخيِّ في مكانٍ واحد. القصورُ والقصباتُ ليست فقط مواقعَ أثرية، بل هي دليلٌ حيٌّ على عبقريةِ المغاربةِ في البناءِ والفن.»

مَتاحِفُ المغرب

طلبَ الأستاذُ منّا إعدادَ مشروعٍ جماعيّ، فاقترحت مجموعتي أن نُنجزَ بحثًا حول متاحفِ المغرب. كنتُ متحمّسًا للفكرةِ، لأنني أعلمُ أن في مكتبتنا المنزلية كتابًا يتحدثُ عن هذا الموضوع، فذهبتُ بسرعةٍ لأبحثَ عنه.

قرأتُ الكتابَ وسجّلتُ ما يفيدُ مجموعتي. وفي اليوم التالي، اجتمعنا وكلُّ واحدٍ منّا أحضرَ ما جمعهُ من معلومات. وحينَ حانَ دوري لعرضِ البحث، قرأتُ:

«المتحفُ هو مكانٌ تُجمعُ فيه الآثارُ والتحفُ النادرةُ، ويُفتحُ للزوارِ بهدفِ التعليمِ والتثقيفِ والترفيه. في المغرب، توجدُ أنواعٌ كثيرةٌ من المتاحفِ:

  • متحف الحيوانات في تمارة، حيث تُعرضُ حيواناتٌ مثل الأسودِ والغزلانِ والنمور.
  • المتاحف الفنية مثل متحف محمد السادس للفنّ الحديث والمعاصر، الذي يَعرضُ أعمالَ فنانينَ مغاربة وعالميين.
  • المتاحف العلمية مثل متحف العلوم بالرباط، ومتحف النيازك بأكادير.
  • المتاحف التاريخية التي تحتفظُ بوثائقَ وأدواتٍ قديمةٍ استُعملت في الحياةِ اليومية، كمتحف الآثار بالرباط.»

بعد انتهاء العرض، عبّر الأستاذ عن إعجابه ببحثي، وقال:
«لقد اخترتَ معلوماتٍ مفيدة، ونظّمتَها بشكلٍ رائع. أحسنتَ عملًا.»

المُمَثِّلُ الصّامِت

كان شارلي يعيشُ مع عائلته في حيٍّ شعبيٍّ قديم، حيث اعتادَ اللعبَ مع أصدقائه وتقليدَ أمه وهي تُمثّلُ على خشبةِ المسرح. في يومٍ من الأيام، وأثناءَ عرضٍ مسرحيّ، صعد شارلي فجأةً إلى الخشبةِ بعدما تعثّرت والدته، وغنّى أغنيةً جميلةً من أغاني الطفولة.

اندهشَ الجمهورُ من أدائه، وراحوا يُلقون عليه النقودَ إعجابًا به، فتوقّف عن الغناءِ وقال:
«سأجمعُ المالَ أولًا، ثم أُغني!»
وانفجر الجميعُ ضاحكين، وكانت تلكَ لحظتهُ الأولى في عالمِ الفن.

يحكي شارلي عن بدايتهِ في السينما قائلًا:
«طلب مني المخرج أن أمثلَ دورًا مضحكًا. فلبستُ سروالًا واسعًا، وانتعلتُ حذاءً كبيرًا، ووضعتُ قبعةً صغيرةً على رأسي، وأخذتُ عكازًا. تعثّرتُ، ودستُ على قدمِ سيدة، ثم خلعتُ القبعةَ واعتذرتُ بلطف.»

ويتابعُ:
«ثم وقعتُ على صندوقٍ خشبيّ، ونظرتُ إليه بدهشة، فبدأ الجمهورُ يضحك، ومنذ ذلك اليوم، بدأتُ طريقي في عالمِ التمثيل.»

كان شارلي يعتمدُ على لغةِ الجسدِ، التي وصفها بأنها أفصحُ من اللسانِ، ولهذا بقيَ صامتًا في كثيرٍ من أفلامه. لكنّ حركاتهِ كانت تتكلمُ، وتُضحكُ، وتُدهشُ الملايين.

مَجَلَّةٌ مَدرسيَّة

ملاك، تلميذةٌ مجتهدةٌ في القسم الرابع، معروفةٌ بأخلاقها واهتمامها الكبيرِ بدراستها. في أحدِ الأيام، قرأتْ إعلانًا في المدرسة عن بدء التسجيل في الأنشطةِ المدرسيّة، فتحمّست لفكرةِ الانضمامِ، لتشارك في نشاطٍ تحبه.

عادت إلى البيت وأخبرت والدتها برغبتها في الانضمامِ إلى فريق إصدار مجلةٍ مدرسية، فقالت أمُّها مبتسمةً:
«ولِمَ اخترتِ هذا النشاط؟»
فأجابت ملاك:
«لأنّه يُنمي شخصيتي، ويُتيح لي التعبير عن أفكاري ومواهبي.»

في اليوم التالي، سجّلت اسمها، وبدأت العمل مع زملائها لإصدارِ المجلة. تقاسمت المهام مع صديقاتها، وساعدتها أستاذتها، واستفادت من نصائحِ والدتها، حتى أنجزت المجلة في أبهى صورة.

عندما صدرت المجلة، أعجِب بها الجميع في المدرسة، فقد كانت مزيجًا جميلًا من المواضيع العلمية والأدبية، بألوانٍ زاهية وتصميمٍ رائع، ومعلوماتٍ مفيدة.

وفي حفلِ التقديم، شكرت الأستاذة تلاميذها على مجهودهم، فقالت ملاك بابتسامة:
«الشكر لكِ يا أستاذتي، وللمدرسة التي منحتنا الفرصة، ولأمهاتنا وآبائنا الذين ساندونا.»

مَكتَبةٌ في البَيت

في بيتِنا غرفةٌ هادئةٌ خُصِّصَت للمطالعة، تضمُّ آلافَ الكتب، وتحتوي على طاولةٍ تحيطُ بها الكراسي، وفوقها حاسوبٌ، ودرجٌ مليءٌ بأقراصٍ مدمجةٍ تعليمية.

كانت هناء وسعيدة تُلاحظان والدهما يدخلُ إلى المكتبةِ ويقضي فيها ساعاتٍ طويلة، يغيب خلالها في عالم الكتب. قالت هناء لأختها:
«والدنا يحب القراءة!»
فردّت سعيدة:
«أنا أُحب أن أعرف ماذا يقرأ، أشعر بالفضول!»

قررتا أن تطلبا من والدهما أن يستضيفهما في مكتبته، فوافق بسرور، وبدأ يُريهما الكتبَ واحدةً تلو الأخرى، ويشرح لهما محتوياتِ الأقراصِ المدمجة. شعر الأب بفرحٍ كبيرٍ وهو يرى نظراتِ الدهشةِ في عيونِ طفلتيه.

جلستا على الطاولة، وسألته هناء:
«هل قرأت كل هذه الكتب؟»
فأجاب مبتسمًا:
«ليس كلّها، ولكن الكثير منها.»
ثم سألت سعيدة:
«ولِمَ تقرأ كلَّ هذا الوقت؟»
قال الأب:
«لأثقف نفسي، فمتعة القراءة لا تُضاهى. إنها غذاءٌ للعقل مثلما الطعام غذاءٌ للجسد.»

أجابت هناء:
«لكننا نقرأ كتبنا المدرسية فقط!»
ابتسم الأب وقال:
«جيد، لكن الكتب المدرسية وحدها لا تكفي. يجب أن يكون غذاؤك العقلي متنوعًا وغنيًا.»

النصوص السماعية في المفيد للغة العربية المستوى الرابع ابتدائي

تحميل التصوص السماعية هنا

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *